دور المختصون الاجتماعيون في التقليص من الهجرة غير النظامية.
أجمع المختصون الاجتماعيون، أن المدرسة تضطلع بدور حاسم في تأطير الشباب وحمايتهم من حملات التحريض والدعوات المغرضة للهجرة غير النظامية، بناءً على روايات مضللة يتم الترويج لها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدوا أن الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة الدولية متعددة ومعقدة، مشيرون إلى أن بعض الشباب، بحثاً عن حلول سريعة ونجاحات وهمية، غالباً ما يسقطون ضحية هذه الاحلام الكاذبة، وهو ما يفرض تكثيف حملات التوعية والدعم الاجتماعي والنفسي على مستوى المدرسة بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام.
وفي هذا الصدد، أكدت وردة لحميني، المختصة الاجتماعية بإعدادية القلة التابعة لإقليم العرائش وباحثة سوسيولوجية، أن المدرسة تضطلع ب”دور أساسي” في الوقاية والتقليص من الهجرة غير النظامية ، خاصة في مواجهة حملات التحريض المغرضة التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، التي أصبحت “وسيلة لاستلاب عقول القاصرين”، مبرزة أنه في ظل غياب مراقبة من طرف الأبوين، يصبح الشباب عرضة للتأثير السلبي لهذه الوسائل بشكل سهل.
وقالت “يجب أن تكون التوعية بمخاطر الهجرة غير النظامية بمثابة مهمة وعملية جماعية وتشاركية بين الأسر والأطر التربوية وباقي مؤسسات المجتمع المدني“.
ولمعالجة هذا الوضع، تقول المختصة الاجتماعية، من الضروري أن تكون مبادرات في الموضوع وحملات توعوية داخل وخارج المؤسسات التعليمية واسعة النطاق وأكثر استهدافا وشمولاً؛ لتسهيل إعادة ثقة شباب المناطق المهمشة، في إمكاناتهم الذاتية، وكذا في إمكانيات النجاح في بلدهم.
وأكدت أن على المدرسة أيضا المساهمة في هذه التوعية وأن تكون فضاء ملائما للمعرفة وتحقيق الذات، مشيرة الى اهمية إحداث فضاءات مخصصة لمزاولة الرياضة والأنشطة الثقافية، فضلا عن العمل على تعزيز وتقوية قدرات ودور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ من أجل تشجيع خطاب يتصدى لظاهرة الهجرة غير النظامية.
وتابعت ان الشباب والأطفال المنحدرين من أوساط هشة هم الفئات الاكثر استهدافا، داعية في هذا الصدد لجعل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة للتوعية والتحسيس بالآثار السلبية للهجرة غير النظامية، وذلك من خلال استعمال خطاب يتلاءم واهتمامات الشباب، والقيام بحملات للتحذير من مخاطر هذه الظاهرة.
وأكدت أن على المدرسة مساهِمة في هذه التوعية وأن تكون فضاءً ملائماً للمعرفة وتحقيق الذات، مشيرة الى أهمية إحداث فضاءات مخصصة لمزاولة الرياضة والأنشطة الثقافية، فضلا عن العمل على تعزيز وتقوية قدرات ودور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ من أجل تشجيع خطاب يتصدى لظاهرة الهجرة غير النظامية.
وخلصت المختصة الاجتماعية إلى ان “العدو الأول للشباب هو التكاسل ما يتطلب برأيها تحفيز إحداث فضاءات رياضية وثقافية لتحقيق الذات، وكذا برامج واليات تساعد المختصين الاجتماعيين لمحاربة الهدر المدرسي وتسريع من احداث الاستراتيجية الوطنية لتشغيل الشباب، وتشجيع المقاولة، وإنشاء البنيات التحتية للتكوين ولدعم الابتكار”