مصطفى بويحد: نضالنا لا ينتهي من أجل دمج المعاقين وتفعيل حقوقهم في المغرب
تولي الدول والحكومات في مختلف أنحاء العالم اهتمامها ورعايتها لفئات المعاقين ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الشرائح الهامة في مجتمعاتها. وبلادنا ليست استثناءً، حيث تعمل جاهدة بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبحسب الإمكانيات المتاحة، على تقديم الدعم لهذه الفئات عبر القوانين والتشريعات المتعلقة بالتأهيل والتدريب والعمل، ودمجهم في المجتمع.
مصطفى بويحد، رئيس جمعية نور بسمة للمعاق، هو نموذج للإصرار والنضال، إذ لم تمنعه إعاقته الجسدية، ولا نظرة المجتمع إلى ذوي الإعاقة، من دخول معترك الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. بويحد، الذي يؤمن بأن الصبر والجهد يمكن أن يفتحا أبواباً جديدة، يسعى لتأمين الاندماج الأسري للأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة الدار البيضاء، معتبراً أن الرعاية والعطف يجب أن تكون جزءاً من المحيط الاجتماعي لكل فرد منهم.
جمعية نور بسمة للمعاق، تحت قيادته، تواصل العمل على تحسين أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة في الدار البيضاء. كان لنا هذا الحوار مع مصطفى بويحد للوقوف على تفاصيل عمل الجمعية وأبرز التحديات التي تواجهها
* هل لك أن تعرفنا عن نفسك كحقوقي وفاعل مدني؟
مصطفى بويحد، رئيس جمعية نور بسمة للمعاق. متزوج وفاعل جمعوي.
* متى أسست جمعيتكم؟
أسست جمعية نور بسمة للمعاق في عام 2016، حيث أنني من ذوي الاحتياجات الخاصة وأعاني من التحديات التي يواجهها جميع المعاقين، وقد قررت تأسيس الجمعية للدفاع عن حقوقهم.
* ما هو الدافع لتأسيس جمعية نور بسمة للمعاق، وما هو دورها في الدفاع عن قضايا المعاقين وتحسين أوضاعهم؟
كان الدافع لتأسيس الجمعية نابعاً من تجربتي الشخصية مع الإعاقة، حيث عانيت من الإهمال وعدم الحصول على الرعاية اللازمة. كانت الفكرة تتمثل في الدفاع عن حقوق المعاقين وتوفير الدعم الذي كنت أفتقده.
*. عرفنا عن جمعية نور بسمة للمعاق، كيف كانت انطلاقتها وما هي مجالات عملها؟
بدأت الجمعية كفكرة شخصية لأني أعاني مثل جميع ذوي الاحتياجات الخاصة، من أطفال ونساء وشباب وشيوخ. قمنا بتأسيس الجمعية للدفاع عن حقوق المعاقين وتقديم الدعم لهم.
* ما هي الإضافة التي قدمها العمل الجمعوي لك، وأنواع الأنشطة والمشاريع التي تقدمها جمعيتكم؟
العمل الجمعوي هو تضحية من مالي الخاص ووقتي دون انتظار مساعدة. نقدم أنشطة تشمل توفير الأدوية والأدوات مثل كراسي المشي بفضل المحسنين. للأسف، لم نحصل على دعم من مجلس المدينة أو الجماعات بسبب صعوبات في تقديم الطلبات.
* ما هي الشرائح التي تستهدفها الجمعية والتي تحظى بهذا العمل الخيري؟
تستهدف الجمعية شرائح واسعة من الأطفال والكبار والنساء والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة. رغم عدم وجود دعم من الدولة، تمكنا من التخفيف من أعباء الأسر المحتاجة. لكن الجمعية لا يمكنها تعويض دور الدولة في التكفل بهذا الملف الكبير.
* هل هناك إعانات تحصل عليها الجمعية؟
لا، الجمعية لا تحصل على أي موارد مالية أو دعم من أي جهة. نحاول طرق جميع الأبواب، ولكن القليل من يرد علينا.
* ما هي أهم المشاريع الخيرية المطروحة على جدول أعمالكم؟
المشاريع تشمل تحسين الولوجيات داخل الحمامات وتوفير كراسي متحركة خاصة بالمعاقين. نأمل أن نتمكن من تأمين احتياجاتهم.
* ما هي المعاناة التي يعيشها ذوو الاحتياجات الخاصة؟
يعانون من صعوبات في المرافق مثل الحمامات والمستشفيات. على سبيل المثال، عندما يدخل المعاق إلى الحمام العمومي ويحتاج إلى مساعدة، قد لا يجد أحداً يساعده. نحتاج إلى توفير كراسي خاصة في هذه الأماكن.
* ما هي المعيقات والصعوبات التي تواجهونها في عملكم؟
نواجه صعوبات في الحصول على دعم من الجهات المعنية، مما يجعلنا نشعر بالإحباط أحياناً. كما نجد صعوبة في تنظيم المخيمات لأبناء المعاقين، ونأمل من وزارة الشباب والرياضة النظر في هذا الموضوع.
* ماذا عن أبرز التحديات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام؟
من أبرز التحديات، صعوبة الوصول إلى المرافق مثل المطاعم والمقاهي والمباني الحكومية. نلاحظ تحسناً في وسائل النقل والسوبر ماركت، ولكن هناك الكثير من التحسينات المطلوبة.
* كيف ترى دور الإعلام في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي لذوي الإعاقة؟
الإعلام يحتاج إلى تحسين كبير في نشر الوعي. مقدمو البرامج يجب أن يكونوا مؤهلين للتعامل مع ذوي الإعاقة، ويجب أن يكون هناك تمثيل حقيقي لذوي الإعاقة في الحملات الإعلامية.
* برأيك، ما هي أهم أسباب التفكك الأسري، وكيف نتخلص منها؟
التفكك الأسري يؤثر سلباً على الأفراد، وقد ينتج عن عدم الالتزام في العلاقة الزوجية والجدال المستمر ونقص الاهتمام. لحماية الأسر، يجب إدارة الحوار بشكل جيد، والاستماع، وإظهار التعاطف، والتواصل الفعّال.
* ما هو تعريف الأشخاص ذوي الإعاقة في المواثيق الدولية؟
اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هي معاهدة دولية تهدف إلى حماية حقوق وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان التمتع الكامل بحقوق الإنسان والمساواة القانونية. تساهم هذه الاتفاقية في تغيير النظرة للأشخاص ذوي الإعاقة من كونهم مواضيع للصدقة إلى أعضاء كاملين في المجتمع.
* كيف تقيمون وضعية الإنسان المعاق اليوم؟
يعاني الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة في المغرب من الإقصاء والتهميش. رغم وجود قوانين للحماية الاجتماعية، إلا أنها غير كافية وتفتقر إلى التنفيذ الفعّال. لا زالت معاناة المعاقين مستمرة بسبب تجاهل المسؤولين لقضاياهم.
* ما هي الإجراءات المستعجلة التي تنتظرون من الحكومة تفعيلها؟
نطالب الحكومة بتفعيل قانون التوظيف الخاص بالمعاقين، وتطبيق العلاج المجاني في المستشفيات، وتعميم المراكز الاستشفائية الخاصة بالإعاقة. كما نطالب بإنشاء مراكز ترويض طبي في الأحياء، وتحسين الولوجيات في المدارس والمرافق العامة، ودعم منظمات المجتمع المدني المعنية بالمعاقين.
* ما هي متطلباتك كرئيس جمعية وفاعل جمعوي؟
تفعيل قانون التوظيف بنسبة 5% للمعاقين، وتطبيق العلاج المجاني في المستشفيات، وتوفير ممرات وقاعات خاصة بالمعاقين في المدارس، وتحسين البنية التحتية في الشوارع والمباني لتلبية احتياجات المعاقين.
* لديك ثلاث كلمات شكر لمن توجهها؟
أوجه الشكر أولاً لجلالة الملك محمد السادس نصره الله على اهتمامه بذوي الاحتياجات الخاصة، وللجميع السلطات المحلية والمجتمعية التي تدعم المعاقين. وأشكر المعاقين أنفسهم على جهودهم وإسهاماتهم في المجتمع.
* كلمة أخيرة؟
أتمنى أن تمنح الدولة فرصة للأشخاص المعاقين، لأن هناك من
هم أكفاء ولديهم أفكار ومشاريع تخدم البلاد، لكنهم يحتاجون إلى الدعم والمساعدة لتحقيق ذلك.