د. لبنى أبقري أخصائية نفسية واجتماعية: بسبب المعتقدات الثقافية والدينية العديد من الناس لا يلجأون إلى العلاج النفسي
المرض النفسي باث من أمراض العصر الأساسية التي تهدد صحة الإنسان، بسبب الضغوط التي صارت تمارس على البشر ووثيرة الحياة السريعة التي بثنا نعيشها، ومن أجل فهم أهمية العلاج النفسي استضفنا الدكتورة لبنى أبقري الأخصائية النفسية والاجتماعية لتجيب عن أسئلتنا.
1) بداية دكتورة، عرفينا بنفسك؟
* الدكتورة لبنى أبقري أخصائية نفسية واجتماعية بمدينة فاس.
2) كيف ترين واقع الإضطرابات النفسية بالمغرب؟
* في الحقيقة إن الإهتمام بهذا المجال أصبح اليوم من بين المجالات الأكثر راهينية. وذلك ارتباطا مع ظهور العديد من الإضطرابات النفسية والإنحرافات السلوكية التي تستدعي منا كل الاجتهاد في البحث والدراسة والتكوين المستمر لمسايرة هذه التطورات التي يعرفها هذا المجال.
3) ما السبب الذي يجعل الكثير من الناس لا يلجأون إلى العلاج النفسي على الرغم من وجود هذه الأعراض؟
* أتفق معك أستاذ على أن الكثير من الناس من قبل لم تكن تخضع للعلاج النفسي رغم ظهور إضطرابات نفسية مختلفة عليهم، وذلك راجع لعدة أسباب منها ما هو ثقافي وديني، وما هو مادي، إلى غير ذلك من الأسباب، فمعظم الإضطرابات النفسية كانت تفسر بما له ارتباط بالسحر والشعودة والمس... لكن مع التطور والتقدم العلمي والمعرفي بدأ المجتمع يعي ويعلم الأسباب العلمية لهذهالإضطرابات النفسية والإنحرافات السلوكية، وبالتالي أصبح يفكر في العلاج والوقاية من هذه الإضطرابات والأمراض النفسية من طرف مختصين في المجال
4) ما الفرق بين المريض النفسي والمريض العقلي؟
* المرض العقلي هو مرض مرتبط باضطرابات أو عطل في خلايا أو كمياء المخ، بينما المرض النفسي هو مرض مرتبط بالمشاعر والمزاج والنظرة للحياة. كما أن الفرق بين المريض النفسي والمريض العقلي، فالمريض النفسي يعي كل الوعي بحالته المرضية على العكس المريض العقلي فهو لا يعي حالته وهو الأمر الذي يسهل العملية العلاجية لدى المريض النفسي ويعيقها لدى المريض العقلي.
5) ماهي أعراض المرض النفسي والخلل العقلي؟
* بطبيعة الحال لكل مرض أعراضه الخاصة، مثلا أعراض المرض النفسي تتمثل في عدم تقبل الذات والآخرين، وعدم التكيف مع المحيط، والعزلة الإجتماعية.. هذا بالإضافه إلى الصراع الداخلي والكآبة وغيرها من الأعراض. أما بالنسبة لأعراض المرض العقلي فقد نذكر منها الضلالات والهلاوس السمعية والبصرية، وكذا حالة التشتت والإختلاط في الكلام والمشاعر الإضطهادية.
6) يخلط الكثير من الناس بين الطبيب النفسي، والأخصائي النفسي، فما هو الفرق بين الاختصاصين؟
* هناك العديد من أوجه التشابه بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي، كلاهما مدرب على فهم كيفية عمل عقل الانسان، وكيف يفكر وكيف يتصرف، كلاهما قادر على استخدام أنواع مختلفة من الاستشارة والعلاج النفسي للمريض. يستخدم كل من الاخصائي النفسي والطبيب النفسي أشكالًا مختلفة من العلاج للمساعدة في مشاكل الصحة النفسية، يمكنهم مساعدتك في تطوير طرق أفضل للتفكير والتصرف.
الطبيب النفسي هو طبيب أكمل تدريبًا متخصصًا في الطب النفسي، وهو كيفية تشخيص الاضطرابات العقلية والعاطفية والسلوكية وعلاجها والوقاية منها.
أما الاخصائي النفسي فهو مدرب على التقييم النفسي، والمقابلة النفسية، وتطبيق المقاييس النفسية، وتصميم الخطط العلاجية المتخصصة لكل حالة.
7) هل يمكن للمرض النفسي أن يتفاقم ويصبح خللا عقليا؟
* يمكن للمرض النفسي أن يتفاقم أو يتحول لمرض عقلي عندما يترك بدون علاج وتتبع نفسي، فحينها يتحول ويتطور المرض وتتضاعف خطورته، لذا من الواجب عند الشعور بالأعراض الأولى التي ذكرناها سابقا، يتوجب القيام بإستشارة من طرف مختصين في المجال.
8) متى يصبح المريض النفسي عنيفا؟
* في بعض الحالات، قد تؤدّي بعض الأمراض النفسية إلى سلوكيات عدوانية أو اندفاعية، مما يجعل المرء خطرًا على نفسه أو على الآخرين. لكن يجب إدراك أن الغالبية العظمى من المُصابين بالأمراض النفسية ليسوا عنيفين بل على الأرجح أن يكونوا هم ضحايا للعنف لا العكس.
9) خلال مشوارك المهني، ماهي الحالة التي أثرت فيك كأخصائية نفسية؟
* من بين المبادئ التي يشتغل بها الأخصائي النفسي، مبدأ الإنحياز الذاتي وهو المبدأ الذي يجعلك تضع حدودا بينك وبين المريض كي لا يؤثر فيك، كما أن هذا لا يعني أننا لا نتأثر، ففي البداية وجدت صعوبة كبيرة من أجل تجاوز ذلك، لكن بعد الممارسة أصبحت الحالات الصعبة بعد علاجها خبرات أكتسبها.
10) كلمة أخيرة.
* .في الأخير أتقدم لكم أستاذ وللسيد مدير موقع الجريدة "لكل الأسرة" على الاستضافة وعلى تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي بات من المواضيع الأكثر راهينية لما عرفه المجتمع من تقلبات سيكولوجية.
