إن صورة النساء مُشرفة في المهجر وذلك راجع إلى تطور الوضعية الاجتماعية للمرأة المغربية المُهاجرة، من ربة منزل إلى نماذج ناجحة في الوسط الاجتماعي.

وفي إطار زيارتي إلى مدينة فرانكفورت للمشاركة في المائدة المستديرة تحت عنوان "الإنفتاح الثقافي وحوار الحضارات في بلد المهجر رؤى وتجارب لمغاربة العالم بألمانيا،المُنظم من طرف جمعية الأطلس السوسيو ثقافية بفرانكفورت،كان لبد لي أن ابحث عن حضور المرأة المغربية المُهاجرة التي حافظت على الاسرة والهُوية المغربية فالتقيتً بسيدة مغربية مُكافحة،العمود الفقري لأسرة مغربية تعيش مند عقود بمدينة فرانكفورت،أم ميثالية طموحة ربة بيت وتشتغل ايضاً من أجل أبنائها تحدثت عنها الصحف الألمانية عن إصرارها في طلب الدراسة رغم أنها أم مغربية مهاجرة هي كريمة مبشر.

فقدمنا لها جائزة "مفتاح التميز للأم الميثالية من مغاربة العالم "هاجرت السيدة كريمة إلى ألمانيا مع والديها في إطار التجمع العائلي وهي طفلة، وتُعتبر الأم الميثالية كريمة نموذجاً للمرأة المغربية المُكافحة من مغاربة العالم،شمرت على سواعدها،وخرجت للعمل من أجل أولادها فربتهم تربية حسنة مُحافظة على الهُوية المغربية والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف.

و المبنية على التضحية والحُب والتآزر. وعلمتهم الإجتهاد والصبر وحُب الحياة،اشتغلت ليل نهار لتتمكن من توفير احتياجات أبناءها.

فالكثير من النساء المغربيات التحقن بديار المهجر عبر التجمع العائلي، في الستينيات من القرن الماضي، مستفيدات من القرب الجغرافي للمغرب مع الضفة الشمالية، ومن الإتفاقيات المشتركة التي تجمع المغرب بعدد من البلدان الأوروبية، كما التحقت بعد ذلك نساء وحيدات بديار المهجر من أجل العمل أو استكمال دراستهن العليا، لكن بقيت العديد من الأسئلة تحيط بملف هجرة النساء المغربيات.

فهل هناك رصد للنساء في الهجرة ؟ وهل هناك دراسات وأبحاث حول النساء والمهاجرات ؟ والى أي حد استطاعت النساء المغربيات المهاجرات اتباث حضورهن وكفاءتهن بديار الغربة ؟ وهل يمكن القول أن بروز بعض الأسماء المتألقة في ديار المهجر من قبيل نجاة بلقاسم وزير التعليم الفرنسية من أصول مغربية السابقة، وزكية الخطابي رئيسة حزب الخضر البلجيكي مجرد استثناء لايمكن أن يحجب حجم معاناة النساء المهاجرات بأوروبا، وضمنهن العاملات في حقول " الفراولا " باسبانيا ؟

السيدة كريمة أم صبورة وهادئة ومُتسامحة، تكد وتجتهد في صمت، تُقدم خدماتات جليلة من أجل إسعاد عباد الرحمن.

فهنيئاً للمملكة المغربية بالأم الميثالية بفرانكفورت التي تشرف وطنها والمرأة المغربية.