صفاء (اسم مستعار) لسيدة في أواسط الثلاثينات من عمرها تقطن بمرتيل، لها طفلة، عمرها 10 سنوات، اسمها وفاء، في وضعية إعاقة، تضطر لاستعمال كرسي متحرك. تحكي السيدة صفاء معاناتها مع الاحتلال البشع للملك العمومي لمقاهي ومطاعم ومحلات تجارية لنافذين جشعين ....عند كل مرة تضطر للخروج رفقتها لتحصل على حقها في نزهة بالمدينة. وهي المعاناة التي تتضاعف عند كل موسم صيف... يتضاعف الجشع، فتتضاعف معها معاناته مع طفلتها.

يقدر مرصد الشمال لحقوق الإنسان ما تضيعه جماعة مرتيل من أموال نتيجة الاستغلال المفرط للملك العمومي على خزينتها أزيد من ملياري سنتيم سنويا، وهو الامر الذي يتم تحت انظار السلطات المحلية للمدينة ...

باشا مرتيل، المسؤول الأول على عمل السلطات المحلية، يطوف يوميا أكثر من عشر مرات ذهابا وإيابا، باتجاه الكورنيش، وشارع للا حسناء وغيرهما .... لا تحرك فيه ولا في السلطات المحلية المختصة الأخرى التابعة له، ذرة من المسؤولية لتحرير الملك العمومي من جهة الافراط الجشع لاصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية .... فيما تضيع جماعة مرتيل من ملياري سنتيم من استغلال الملك العمومي في شتى أنحاء المدينة من جهة ثانية.

في انتظار أن يتم تحرير الملك العمومي لتتمتع الطفلة وفاء بحقها في استعمال كرسي متحرك بكل حرية، وان تستخلص جماعة مرتيل مستحقاتها المالية من استغلال بشجع لمقاهي ومطاعم ومحلات تجارية للملك العمومي... تستمر سلطات مرتيل في التفرج على منظر بشع واستغلال جشع لمدينة يحلم مسؤولوها أن تكون سياحية عنوة.