لا يكفي أن نرفع القبعة بالشكر والامتنان لرجال النظافة فحسب ، كما يفعله اغلب الناس ، وهم "أئمة النظافة" المجدون والحرصون على تنقيتنا من أزبالنا طول حياتنا ، وخاصة في المواسيم وأيام عيد الأضحى ..
والأجدر ونحن فعاليات المجتمع المدني ، أن نرسو على بناء تربيتنا جميعا كبارا وصغار ، بالمحافظة على البيئة والنظافة ، وان نستقيم كمواطنين بجمع أزبالنا وأذراننا بأنفسنا وذواتنا ؛ مساعدة لعامل النظافة ، واحتراما لمهامه القاسية ، وتخفيفا عنه مشاق الأثقال والأمراض ، وعدم الإستخفاف بمهامه الكدحية .. وهم معرضون للأمراض والإزدراء والتهميش !!
واظن أن المجلس الجماعي السابق مع شركائه من السلطة المحلية وفعاليات المجتمع المدني ، قد بلوروا ؛ كناش التحملات ، فيه من الحقوق لهذه الفئة المهمشة بتسوية وضعيتهم المالية والإجتماعية ، وتمتيعهم وأسرهم بالحوافز المغرية والمستحقة ..
وبعد أحقية الحقوق الملزمة ، تأتي الدراجة الثانية بالإعتراف بخدماته ، والرفعة من تشريف مقامه ، والإحتفاء والاحتفال به ، وتكريمه وإكرامه ..
ولابد للمجتمع المدني أن يرتقي بالمفهوم الحضاري والديني للنظافة ، ومن الواجب عليه أن لا يبقى حبيس التقليد الكلاسيكي بتفاهة الشكر فقط وتوزيع الاكياس ، بل يتعداه بالجد و الاجتهاد ، وان يقدم بدائل واقتراحات ومشاريع في مجالات ذات حمولة ثقافية وتربوية وتكوينية .. وندعو لمعاقبة وتغريم رامي الأزبال ، ثم لتأسيس مؤسسات ذات الاهتمام مثل " الخدمة المدنية للشباب " لإرساء دعائم التربية على المواطنة في العمل الإلزامي بالنظافة والمحافظة على البيئة مدة ستة اشهر على الأقل او متى دعت الحاجة ، مثل التجنيد ، والخدمة الموسمية للوقاية المدنية في الشواطئ ..
لابد أن نفكر ونبدع في التميز والتخطيط ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، وبالله التوفيق للجميع